الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير **
ذكر مصيبة الأولين والآخرين من المسلمين بوفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولما قفل صلّى الله عليه وسلّم من حجة الوداع أقام بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفراً وضرب على الناس بعثاً أميره أسامة بن زيد. وقد تقدم ذكره وهو آخر بعوثه فبينا الناس على ذلك ابتدئ صلوات الله عليه وسلامه بشكواه الذي قبضه الله فيه إلى ما أراد من رحمته وكرامته في ليال بقين من صفر أو في أول شهر ربي الأول فكان أول ما ابتدئ به صلّى الله عليه وسلّم أنه خرج إلى بقيع الغرقد مقبرتهم من جوف الليل فاستغفر لهم. ثم رجع إلى أهله فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك.قالت عائشة رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وارأساه فقال " بل أنا والله يا عائشة وارأساه ". قالت ثم قال " وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك ". قلت والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك لجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في بيتي فأذن له. قالت فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن عباس ورجل آخر عاصباً رأسه تخط قدماه الأرض حتى دخل بيتي. قال ابن عباس الرجل الآخر علي بن أبي طالب ثم غمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد به وجعه فقال " أهريقوا عليّ من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس " فأعهد إليهم فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمرو ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول " حسبكم حسبكم ". وعن الزهري قال حدثني أيوب بن بشير أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحابه أحد واستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم ثم قال " إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله " ففهمها أبو بكر وعرف أن نفسه يريد. فقال نفديك بأنفسنا وأبنائنا. فقال " على رسلك يا أبا بكر " ثم قال " انظروا هذه الأبواب اللافظة في المسجد فسدوها إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة عندي يداً منه " وأراد عمر فتح كوة لينظر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم منها فمنعه من ذلك وقال عليه السلام للعباس " ما فتحت عن امرئ ولا سددت عن امرئ واستبطأ الناس في بعث أسامة " فخرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر وقد كان الناس قالوا في إمرة أسامة أمر غلاماً حدثاً على جلة المهاجرين والأنصار فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال " أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق للإمارة وإن كان أبوه لخليقاً بها ". ثم نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وانكمش الناس في جهازهم واستعز برسول الله وجعه فخرج أسامة وخرج جيشه معه حتى نزلوا الجرف من المدينة على فرسخ فضرب به عسكره وتتام إليه الناس وثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأقام أسامة والناس لينظروا ما الله قاض في رسوله عليه السلام. ومن حديث عبد الله بن كعب بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوصى بالأنصار يوم صلى واستغفر لأصحاب أحد وذكر من أمرهم ما ذكر فقال " يا معشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيراً فإن الناس يزيدون وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد فإنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". ثم نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان عليه السلام يوعك وعكاً شديداً دخل عليه أبو سعيد الخدري وعليه قطيفة فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة فقال ما أشد حماك فقال " إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر ". وعن علقمة قال دخل عبد الله بن مسعود على النبي صلّى الله عليه وسلّم فوضع يده عليه ثم قال يا رسول الله إنك لتوعك وعكاً شديداً. قال " أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ". قال قلت يا رسول الله ذلك بأن لك أجرين الحديث.وأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر أن يصلي بالناس فصلى بهم فيما روينا سبع عشرة صلاة وصلى النبي صلّى الله عليه وسلّم مؤتماً به ركعة ثانية من صلاة الصبح. ثم قضى الركعة الباقية وقال " لم يقبض نبي حتى يؤمه رجل من قومه ". وقال عليه السلام في مرضه ذلك " مر الناس فليصلوا " يقول ذلك لعبد الله ابن زمعة بن الأسود فذهب ابن زمعة فقدم عمر لغيبة أبي بكر فلما سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته أخرج رأسه حتى أطلعه للناس من حجرته ثم قال " لا لا لا ليصل لهم ابن أبي قحافة ". وعن أبي سعيد الخدري في هذا الخبر قال فانفضت الصفوف وانصرف عمر فما برحنا حتى طلع ابن أبي قحافة وكان بالسنح فتقدم فصلى بالناس وتبسم عليه السلام لما رأى من هيئة المسلمين في صلاتهم سروراً بذلك. وقال " ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده " فتنازعوا فلم يكتب. وقالت عائشة آخر ما عهد إلينا أن لا يترك بجزيرة العرب دينان.وقالت أم سلمة عامة وصيته عند الموت الصلاة وما ملكت أيمانكم.وقالت عائشة سمعته يقول قبل ذلك " ما من نبي يموت حتى يخير " قالت فسمعته وهو يقول " اللهم الرفيق الأعلى " فعلمت أنه ذاهب. وفي خبر عنها فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقالت رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول " اللهم أعني على سكرات الموت ". وذكر ابن سعد في وفاته عليه السلام خبراً فيه أنه لما بقي من أجله ثلاث نزل عليه جبريل فقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصة لك يسألك عما هو اعلم به منك يقول لك كيف تجدك وفيه إن ذلك ثلاث المرة بعد المرة وفي الثالثة صحبه ملك الموت فاستأذن عليه فأذن له ثم استأذنه في قبض نفسه أو تركها وإن الله أمره بطاعته في ذلك. فقال جبريل يا أحمد إن الله قد اشتاق إليك قال " فاقبض يا ملك الموت كما أمرت به ". قال جبريل السلام عليك يا رسول الله هذا آخر موطئ الأرض. فتوفي صلّى الله عليه وسلّم وجاءت التعزية يسمعون الصوت ولا يرون الشخص السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله عزاءً عن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقد ذكر أن هذا المعزي هو الخضر عليه السلام. واختلف أهل العلم في اليوم الذي توفي فيه بعد اتفاقهم على أنه يوم الاثنين في شهر ربيع الأول: فذكر الواقدي وجمهور الناس أنه الثاني عشر. قال ابن الربيع بن سالم وهذا لا يصح وقد جرى فيه على العلماء من الغلط ما علينا بيانه وقد تقدمه السهيلي إلى بيانه لأن حجة الوداع كانت وقفتها يوم الجمعة. فلا يستقيم أن يكون يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سواء أتمت الأشهر كلها أو نقصت كلها أو تم بعضها ونقص بعضها. قال الطبراني يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول. قال أبو بكر الخوارزمي أول يوم منه وكلاهما ممكن. ولما توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسجته الملائكة دهش الناس وطاشت عقولهم واختلفت أحوالهم في ذلك فأما عمر فكان ممن خبل فجعل يقول إنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران حين غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم. وأما عثمان فأخرس حتى جعل يذهب به ويجاء وهو لا يتكلم. وأقعد علي وأضنى عبد الله بن أنيس من الضني وهو المرض.وبلغ أبا بكر الخبر وكان بالسنح فجاء وعيناه تهملان فقبل النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يبكي. وقال بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً. وتكلم كلاماً بليغاً سكن به نفوس المسلمين وثبت جأشهم. وكان أثبت القوم رضي الله عنه وغسله عليه السلام علي والعباس وابناه الفضل وقثم ومولياه أسامة وشقران. وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري. وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وصلى عليه المسلمون أفذاذاً لم يؤمهم أحد وفرش تحته قطيفة حمراء كان يتغطى بها. ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران وأطبق عليه تسع لبنات. ودفن في الموضع الذي توفاه الله فيه حول فراشه. وكانوا قد اختلفوا في غسله فقالوا والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا أو نغسله وعليه ثيابه. فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم وكلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: اغسلوا النبي صلّى الله عليه وسلّم وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه والقميص دون أيديهم: فأسنده على إلى صدره بيده. واختلفوا في موضع دفنه هل يكون في مسجده أو مع أصحابه: فقال أبو بكر ادفنوه في الموضع الذي قبض فيه فإن الله لم يقبض روحه إلى في مكان طيب فعلموا أن قد صدق. وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة وأبو طلحة زيد بن سهل يلحد كأهل المدينة فاختلفوا كيف يصنع بالنبي صلّى الله عليه وسلّم فوجه العباس رجلين أحدهما لأبي عبيدة بن الجراح والآخرة لأبي طلحة. وقال اللهم خر لنبيك فحضر أبو طلحة فلحد له. ولما فرغ من جهازه يوم الثلاثاء وكانت وفاته يوم الاثنين حين زاغت الشمس قال علي لقد سمعنا همهمة ولم نر شخصاً سمعنا هاتفاً يقول: أدخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم. ثم دفن من وسط الليل ليلة الأربعاء وكانت مدة شكواه ثلاث عشرة ليلة. ولما دفن عليه السلام قالت فاطمة ابنته عليها السلام: فالأرض من بعد النبي كئيبة أسفاً عليه كثيرة الرجفان فليبكه شرق البلاد وغربها ولتبكه مضر وكل يمان وليبكه الطود المعظم جوده والبيت ذو الأستار والأركان يا خاتم الرسل المبارك ضوءه صلى عليك منزل الفرقان ويروى أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم: قد كنت لي جبلاً ألوذ بظله فتركتني أمشي بأجرد ضاح قد كنت ذات حمية ما عشت لي أمشي البراز وكنت أنت جناحي فاليوم أخضع للذليل وأتقي منه وأدفع ظالمي بالراح وإذا دعت قمرية شجناً لها ليلاً على فنن دعوت صباح ومما ينسب لعلي أو فاطمة رضي الله عنهما: ماذا على من شم تربة أحمد ألا يشم مدى الزمان غواليا صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام عدن لياليا وقال أنس بن مالك لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعني المدينة من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا. وقد روي عنه عليه السلام أنه قال " لتعز المسلمين في مصائبه المصيبة بي ". وفي حديث عنه " أنا فرط لأمتي لن يصابوا بمثلي " وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يرثيه: أرقت فبات ليلي لا يزول وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب المسلمون به قليل لقد عظمت مصيبتنا وجلت عشية قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحق ما سالت عليه نفوس الناس أو كربت تسيل نبي كان يجلو الشك عنا بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا ولا نخشى ضلالاً علينا والرسول لنا دليل أفاطم إن جزعت فذاك عذر وإن لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كل قبر وفيه سيد الناس الرسول جنحنا إليهم من الإيجاز والاختصار فالأشعار في هذا كثيرة ولأنواع الأسى والأسف مثيرة فياله من خطب جل عن الخطوب ومصائب علم دمع العين كيف يصوب ورزء غربت له النيرات ولا تعلل بشروقها بعد الغروب. وحادث هجم هجوم الليل فلا نجاء منه لهارب ولا فرار منه لمطلوب ولا صباح له فيجلو غياهبه المملة ودياجيه المدلهمة ولكل ليل إذا دجى صباح يؤوب. ومن سر أهل الأرض ثم بكى أسى بكى بعيون سرها وقلوب فإنا لله وإنا إليه راجعون من نار حنيت عليها الأضالع لا تخبو ولا تخمد ومصيبة تستك منها المسامع لا يبلى على مر الجديدين حزنها المجدد: وهل عدلت يوماً رزيئة هالك رزيئة يوم مات فيه محمد وما فقد الماضون مثل محمد ولا مثله حتى القيامة يفقد صلّى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً. قد انتهى بنا الغرض فيما أوردناه إلى ما أردناه ولم نسلك بعون الله فيه غير الاقتصاد الذي قصدناه فمن عثر فيه على وهم أو تحريف أو خطأ أو تصحيف فليصلح ما عثر عليه من ذلك وليسلك سبيل العلماء في قبول العذر هنالك. ومن مر يخبر لم أذكره أو ذكرت بعضه فلعله بحسب موضعه من التبويب أو نسقه في الترتيب أو الاختصار الذي اقتضاه التهذيب أو لنكارة في متنه تنقم على واضعه أو لأني ما مررت به في مواضعه. ومن برئ من الإحاطة أيها الناظر إليك فليس لك أن تلزمه بكل ما يرد عليك. الأسانيد التي وقعت لي من المصنفين الذي أخرجت من كتبهم في هذا المجموع ما أخرجته وما كان فيه من صحيح البخاري فأخبرنا به الشيخ أبو العز عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي بن نصر الحراني بقراءة والدي رحمة الله عليه وأنا أسمع قال أنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن البيع الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد سنة ستمائة وغير إجازة. قالوا أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال أنا أبو الحسن الداودي قال أنا أبو محمد بن حموية قال أنا أبو عبد الله الفربري عنه. وما كان فيه من صحيح مسلم فأخبرنا به أبو محمد عبد العزيز بن الحافظ أبي الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري قراءة وأنا أسمع لجميعه قال أنا أبو الحسين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة قال أنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ابن أحمد الصاعدي الفراوي قال أنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي قال أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عيسى بن عمروية الجلودي قال أنا أبو سفيان قال أنامسلم. وقد سمعت قطعة منه على أبي بكر محمد بن الحافظ أبي الطاهر إسماعيل ابن عبد الله بن الأنماطي بسماعه من أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بن الحرستاني.وبإجازته من المؤيد بن محمد قال الأول أنبأنا وقال الثاني أخبرنا أبو عبد الله الفراوي بسنده. وما كان فيه من سنن أبي داود فأخبرنا به أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف ابن يحيى بن العلم الموصلي قراءة عليه وأنا أسمع لجميعه خلا من قوله باب المستبان إلى باب الأرجوحة فإجازة قال أبا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قراءة عليه في الخامسة. وهو سمع الكتاب كاملاً من أبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي بعضه. ومن أبي الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي كما هو مثبت عندي على الأصل. قال أنا أبو بكر الخطيب الحافظ قال أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي عن أبي علي اللؤلؤي عنه. وما كان فيه من كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي فأخبرنا بجميعه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ترجم المازني قراءة عليه وأنا أسمع لبعضه وبقراءتي عليه لبعضه قال أنا أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن البنا قراءة عليه وأنا أسمع لبعضه قال أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال أنا بجميعه القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي. وأخبرنا من أول الكتاب إلى مناقب عبد الله بن عباس أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي. ومن مناقب ابن عباس إلى آخر كتاب العلل أبو المظفر عبيد الله بن يس قال أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي قال أنا أبو العباس أحمد بن محمد المحبوبي فثنا الترمذي. وما كان فيه من سنن أبي عبد الرحمن النسائي فأخبرنا به غير واحد من شيوخنا سماعاً. قال أنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن سالم بن باقا البغدادي. قال أنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قال أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني قال أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني عنه. وما كان فيه من سنن ابن ماجه فقد قرأت الكتاب كاملاً على أبي علي يعقوب بن أحمد بن فضائل الحلبي. قلت له أخبرك الإمام موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قراءة عليه وأنت تسمع بحلب فأقر به قال أنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قال أنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي إجازة إن لم يكن سماعاً ثم ظهر سماعه قال أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب قال أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان عنه.وما كان فيه عن ابن إسحاق فمن كتاب السيرة النبوية من رواية أبي محمد عبد الملك بن هشام النحوي وتهذيبه عن زياد بن عبد الله البكائي عنه.وقد قرأتها على أبي المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي إلا يسيراً فسمعته بقراءة غيري عليه قال أنا أبو محمد عبد القوي بن عبد الله بن الجباب قراءة عليه وأنا أسمع وإجازة لما خالف المسموع أن خالف. ومن أصل ابن الجباب كانت القراءة قال أنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي قال أنا القاضي أبو الحسن الخلعي قال أنا ابن النحاس قال أنا ابن الورد عن ابن البرقي عن ابن هشام. ولي في هذا الكتاب أسانيد أخر. وما كان فيه من كتاب المغازي عن موسى بن عقبة فقد سمعت من شيخنا الإمام عز الدين أحمد بن إبراهيم بن الفرج الفاروثي أكثر هذا الكتاب وأجاز لي سائره بسماعه من أبي محمد إسماعيل بن علي بن بانكين الجوهري بسماعه من أبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي قال أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الباقلاني عن أبي طالب حمزة بن الحسين بن أحمد بن سعيد بن القاسم بن شعيب بن الوفي عن أبي الحسن علي بن محمد الشونيزي عن أحمد بن زنجوية المخرمي عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عنه. وما كان فيه من كتاب المغازي عن أبي عبد الله محمد بن عائذ القرشي الكاتب فقد قرأت على أبي القاسم الخضر بن أبي الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي الدمشقي بها بعض هذا الكتاب وأجازني سائره وناولني جميعه قال أنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن البن الأسدي قراءة عليه وأنا أسمع بجامع دمشق قال أنا جدي قال أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال أنا أبو محمد بن أبي نصر قال أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قال أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي. وما كان فيه عن محمد بن سعد فمن كتاب الطبقات الكبير له. وقد قرأت معظم هذا الكتاب على الشيخ الإمام بهاء الدين أبي محمد عبد المحسن بن الصاحب محيي الدين محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي وأجاز لي جميع ما يرويه وكان سمعه كاملاً من الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي وذهب يسير من أصل سماعه فلم يقدر عليه حين قراءتي إياه عليه قال ابن خليل أنا أبو محمد عبد الله بن دهبل بن علي بن منصور بن إبراهيم بن كارة سماعاً عليه ببغداد قال أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصار عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال أنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكرياء بن حيوية قال قرئ على أبي الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب وأنا أسمع في شعبان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة قال أنا أبو محمد الحارث بن محمد ابن أبي أسامة التميمي قال أنا ابن سعد. هذا الإسناد من أول الكتاب إلى آخر ما فيه من خبر النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو الذي أخرج منه في هذا المجموع ما أخرج. وقد يتغير إسناده في باقي الكتاب ولا حاجة بنا إلى بيانه غير أني رأيت بعض من كتبه عن ابن دهبل أسنده عن القاضي أبي بكر سماعاً لجميع ما ذكر عن الجوهري إجازة من أول الكتاب إلى قوله ذكر مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة من حين نبئ إلى الهجرة. وعن أبي إسحاق البرمكي أيضاً إجازة قالا أنا ابن حيوية والذي وقع لي في إسناد ابن خليل بالعنعنة لم يتبين فيه السماع من الإجازة. وقد أخبرنا به إجازة الشيخ المسند أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي ابن نصر بن منصور الحراني قال أنا أبو محمد عبد الله بن علي بن كارة قراءة عليه وأنا أسمع بسنده لبعضه وإجازة لسائره بسنده المذكور أيضاً. وما كان فيه عن أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني فأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري بقراءتي عليه وبقراءة الحافظ أبي الحجاج المزي أخبركم الشيخان أبو الفخر أسعد بن سعيد بن روح الصالحاني وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن الفاخر إجازة من أصبهان قالا أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية وعائشة حاضرة قالت أم إبراهيم أنا أبو بكر بن ريذة قال أنا الطبراني. وما كان فيه عن أبي يعلى الموصلي فأخبرنا به أيضاً ابن عبد المؤمن بقراءتي عليه قال أنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الأخوة وعائشة بنت معمر بن الفاخر إجازة قالا أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال أنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي قال أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ عنه. وما كان فيه عن أبي بشر الدولابي فهو مما قرأته بدمشق على الشيخ الإمام أبي العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي أخبركم الأمير أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن السيدي قال أنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر سماعاً قال أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري قال أنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل ابن نظيف الفراء قال أنا أبو محمد الحسن بن رشيق عنه. وما كان فهي عن أبي بكر الشافعي فمن الفوائد المعروفة بالغيلانيات من رواية أبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار عنه وقد سمعتها عنه بقراءة والدي رحمه الله على أبي الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى بن العلم ثم قرأتها على أبي الهيجاء غازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي قالا أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قال أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن محمد بن الحصين عن ابن غيلان. وما كان فيه عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني فمما سمعته على الشيخ أبي عبد الله بن عبد المؤمن بن أبي الفتح بظاهر دمشق عن زاهر بن أبي طاهر ومحمود بن أحمد الثقفيين وهشام بن عبد الرحيم الأصبهانيين إجازة بسماعهم من أبي نصر محمد بن حميد الكبريتي قال أنا أبو مسلم محمد بن علي بن مهزبرد النحوي قال أنا أبو بكر المقرئ عنه. وما كان فيه عن أبي الحسين بن جميع الغساني فمن معجمه وقد قرأه على الشيخ أبي حفص عمر بن عبد المنعم بن عذير القواس بعربيل بظاهر دمشق بغوطتها أخبركم القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني حضوراً في الرابعة سنة تسع وستمائة قال أنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي قال أنا الحسين بن أحمد بن طالب الخطيب عنه. وما كان فيه عن أب يعمر فمن كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير له وهو مما رويته عن والدي رحمه الله عن شيخه أبي الحسين محمد بن أحمد بن السراج عن خاله أبي بكر بن خير عن أبي الحجاج الشنتمري عن أبي علي الغساني عنه وما كان فيه عن أبي محمد عبد الله بن علي الرشاطي فمن كتابه في الأنساب وأخبرني والدي عن أبي الحسين بن السراج إجازة قال أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيدة الله الحجري جازة إن لم يكن سماعاً عليه قال أخبرنا الرشاطي قراءة عليه.وما كان فيه عن القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي فمن كتابه المسمى بالشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلّى الله عليه وسلّم وقد سمعته كاملاً بقراءة والدي رحمه الله بمصر على القاضي الإمام علم الدين أبي الحسن محمد ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق بن رشيق بمصر في سنة سبع وسبعين وستمائة قال أنا الإمام أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني سماعاً عليه سنة تسع وستمائة قال أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن عيسى التميمي إجازة قال أنا القاضي عياض سماعاً. وما كان فيه عن الأستاذ أبي القاسم السهيلي فمن روايتي عن والدي رحمه الله قال أنا الشيخ الراوية الزاهد أبو الحسين محمد بن أحمد بن السراج إجازة إن لم يكن سماعاً. وقد سمع عليه الكثير بقراءة والدي قال قرئ كتاب الروض الأنف والمشرع الروي على أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي مصنفه من أوله إلى آخره مرتين وأنا أسمع. ومن كتابه هذا أثبت ما أثبت عنه هنا. وربما أثبت فوائد في الفصول المتعلقة بشرح الأخبار السابقة لها وما اشتملت عليه من الغريب من فوائد ألفيتها بخط جدي أبي بكر محمد بن أحمد علقها عن شيخه الأستاذ أبي علي عمر بن محمد الأزدي بن الشلوبين عند قراءة السير الهاشمية عليه وأثبتها في طرر كتابه رحم الله جميعهم ونفعنا بما يسر لنا من ذلك بمنه وكرمه آمين.هذا آخر كتاب السيرة النبوية والحمد لله رب العالمين لا شريك له وصلواته وسلامه على خير خلقه وصفوته وخاتم رسله محمد وآله وصحبه وسلم تمت بتاريخ ضحوة الخميس 7 شعبان المنير عام 1079 عرفنا الله خيره ووقانا ضيره آمين.
|